آل الــفــقــــــــي

مرحبا بكــــم في منتــــديات آل الفقـــي في مصــــر والعــــــــــالم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

آل الــفــقــــــــي

مرحبا بكــــم في منتــــديات آل الفقـــي في مصــــر والعــــــــــالم

آل الــفــقــــــــي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
آل الــفــقــــــــي

كــل مـــن يـنـتـســـــــب إلــى آل الـفــقـــــــــــــــــي


    آل الفقي في ليبيا

    admin
    admin
    Admin


    عدد المساهمات : 79
    نقاط : 222
    تاريخ التسجيل : 02/01/2011
    العمر : 57

    آل الفقي في ليبيا Empty آل الفقي في ليبيا

    مُساهمة  admin السبت يناير 22, 2011 11:04 am

    ١
    كل خميس
    يوميات الفقي حسن
    بين الجد والحفيد
    بقلم الدكتور احمد ابراهيم الفقيه


    في مدونة التاريخ الليبي يتألق اسم حسن الفقي حسن باعتباره رائدا في كتابة
    اليوميات في مرحلة من اهم مراحل التاريخ الليبي في القرن التاسع عشر ، فقد ثابر على
    مدى اكثر من اربعين عاما ومنذ عام ١٨٢٥ الى تاريخ وفاته عام ١٨٦٨ على كتابة
    يومياته التي ينقل فيها الوقائع والاحداث التي شهدها زمانه يوما بيوم ، وهو زمان كان
    عامرا بالاحن والفتن والحروب والانقلابات العسكرية والسياسية والاجتماعية ، ففد شهد
    جزءا من عهد الأسرة القرمانلية في عهد زعيمها الأشهر يوسف باشا القرمانلي ،
    وعاصرها في فترة ازدهارها وانهيارها ، وعاصر عودة الاحتلال التركي للبلاد عام ٨٣٥
    وما حدث قبل انتهاء حكم القرمانلي من حرب أهلية ، وما حصل أثناء حكمها من نزاعات
    مسلحة مع أساطيل الدول الأخرى وإغارة هذه الأساطيل على ساح ل طرابلس وقصف المدينة
    بالمدافع ،وهو مؤرخ ينتمي الى اسرة من علماء وتجار طرابلس ، وكان والده احمد شاعرا
    مشهورا من شعراء زمانه يشتغل بالتجارة ، والى هذه الاسرة الطرابلسية العريقة ينتمي
    اثنان من زعماء النضال السياسي الحديث في ليبيا هما احمد الفقي حسن وعلي الفق ي حسن
    ، وقد اسهما في تأسيس النادي الأدبي في مطلع القرن العشرين ، وكانا ضمن المؤسسين
    لحزب الإصلاح والمشاركة في إقامة الجمهورية الطرابلسية خلال سنوات الهدنة مع
    الاستعمار الايطالي قبل وصول الفاشية للحكم عام ١٩٢٢ وعشية انتهاء الاحتلال الايطالي
    للبلاد قاما بتأسيس أول حزب سياسي يسعى لاستقلال ليبيا هو الحزب الوطني ، أعقبه
    إنشاء حزب الكتلة الوطنية، الذي كان حزبا شديد الحرص على نقاء وصفاء الاستقلال من
    أية شائبة ، فحدث جفاء بينهما وبين الجانب المهادن الذي اختار الحل الوسط وارتضى
    إقامة المملكة بدلا من الحكم الجمه وري الذي كانا يطالبان به ، فتركا العمل السياسي
    وانصرفا منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي للتأليف الأدبي والعمل الثقافي ، حيث واصل
    السيد احمد مسيرته في كتابة الشعر وقيادته لهيئة الأوقاف ، وواصل أخوه علي الفقي حسن
    بحوثه الأدبية واللغوية وعضويته في مجمع اللغة ا ل عربية بالقاهرة ورئاسته للمكتبة الوطنية
    ، حتى التحاقهما بالرفيق الأعلى في مطلع سبعينيات القرن الماضي، ارث كبير لعائلة عريقة
    ٢
    من عائلات طرابلس المناضلة ، تكفل بحمله مثقف صاحب قامة طويلة وسياسي له مواقف
    وتاريخ مشرف ، من أبناء هذه العائلة ، هو الأستاذ إبراهيم الفقي حسن ، الذي نال تعليما
    معاصرا، عندما ارسله والده الى مصر ، ليلتحق عام ١٩٥٠ بكلية الحقوق بجامعة الملك
    فاروق بالاسكندرية ، ثم ارسلته الدولة الليبية الناشئة في ذلك الوقت الى لندن ليتخصص في
    انظمة الضمان الاجتماعي ليعود الى بلاده ويباشر إنشاء مؤسسة الضم ان الاجتماعي
    ويصح عالما وخبيرا في هذا العلم من علوم الإدارة والاجتماع ، وتأتى المرحلة الثورية
    فيستفيد في مطلع السبعينيات من توجهاتها في ان تشمل مظلة الضمان الاجتماعي كافة
    فئات الشعب الليبي ، فيؤسس نظاما للضمان الاجتماعي يضاهي اكثر الدول تقدما ، ويصبح
    الضمان الاجتماعي وزارة ثم أمانة يتولاها في كلا الحالتين العالم القانوني والاجتماعي
    والكاتب الباحث الأستاذ إبراهيم الفقي حسن ، ويسعى لاستثمار الأموال التي تحال الى
    صندوق الضمان الاجتماعي في تأسيس بنية تحتية سياحية في ليبيا ومنشآت ع قارية وكانت
    له مخططات لتعمير الساحل الليبي أفشلتها للأسف الشديد بعض الإدارات التي لم تكن قادرة
    على استيعاب رؤاه ومخططاته الطموحة لمستقبل البلاد
    وكان الأستاذ إبراهيم بالإضافة الى تلك الجهود التاسيسية الرائدة في مجال الضمان
    الاجتماعي ، كاتبا وباحثا في المج الات الاجتماعية والتاريخية له مشاركات متميزة في عديد
    المؤتمرات المحلية والعربية والدولية كما له بعض التآليف والبحوث المنشورة في الدوريات
    المتخصصة ، وثابر في السنوات الأخيرة ، وبعد ان ترك مسئولياته الإدارية ، على كتابة
    مقال أسبوعي لصحيفة مدينة طرابلس يصلح ان يكون يوميات ليبية اسوة بيوميات الجد ،
    وانشأ بالمدينة عددا من الجمعيات الخيرية مساهمة في إحياء المجتمع المدني ، وقاد خلال
    هذه الفترة مجلس الخبراء والفعاليات على سبيل التطوع وخدمة المدينة .
    لم تربطني بالاستاذ ابراهيم الفقي حسن علاقة قرابة كما كان يظن بعض الناس بسبب
    تشابه الأسماء ، ولكن ربطتني به علاقة صداقة وزمالة في مجال الكلمة ، تواصلت على
    الصفاء والنقاء منذ ان عرفته في رحاب صحيفة الميدان في منتصف الستينيات ، وعرفت
    من خلال هذه الصحبة نموذجا للنبل والنزاهة والأمانة والصدق والعفة والحرص على المال
    العام وخدمة الوطن بتجرد وبعد عن المنافع الشخصية ، يقوده إحساس كبير بالمسئول ية
    وهو يقود هذه المؤسسات التي ترعى الفقراء واليتامى والمعاقين ، وتدير أموال المتقاعدين
    والمحالين للمعاش ، فلم يكن يتهاون في أي تقصير أو سف ه في إدارة أموال هؤلاء الناس
    من قبل الادارت التي يشرف عليها ، وكان يعيش في حدود مرتبه ، حياة متقشفة ، فقيرة ،
    لكنها هانئة، آمنة ، بسبب راحة الضمير واحترام الناس له واعتباره قدوة ومثالا للرجل
    ٣
    الذي يستطيع ان يقاوم اغراء المليارات التي كانت بين يديه ويأنف من لمس مليم واحد
    منها لانها مال عام .
    وكانت ف اجعتي فيه حقيقية عندما قرأت منذ أيام قليلة خبر وفاته عند إقامته في
    مستشفى الخضراء الذي كان واحدا من إنجازاته . فقد فقدت فيه صديقا احرص دائما على
    لقائه والاستفادة من سديد آرائه وأفكاره وثراء ونبل عواطفه ، كما فقد فيه الوطن رجلا
    كبيرا من رجالاته لم يذخر جهد ا ولا وقتا في خدمته والارتقاء به ، رحمه الله رحمة واسعة
    وعوض فيه الوطن خيرا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:21 am